تجارة النفط والغاز عالميا
مناطق تجارة النفط والغاز
صناعة النفط
النفط والسياسة الدولية
المنظمات العاملة في مجال النفط
أهمية النفط
النفط ذلك الزيت المستخرج من الصخر، ويرجع تكوينه إلى تحلل المواد العضوية النباتية والحيوانية التي ظهرت تحته رواسب عظيمة السمك، وبسبب الضغط الهائل والحرارة الشديدة تحولت هذه المواد العضوية إلى مواد کربوهيدروجينية، ويجمع النفط بكميات اقتصادية ضمن طبقات رسوبية تعرضت للالتواء مشكلة بقايا جيولوجية تدعى مصايد النقط .
فما مناطق تواجده عالميا ؟
وما متطلبات استثماره؟
مناطق تجارة النفط والغاز
تختلف مناطق تصدير النفط عن مناطق الاستيراد، كما أن إنتاج النفط يتغير باستمرار لارتباطه بعدة عوامل منها الاكتشافات الحديثة، والحروب والأزمات السياسية والظروف الاقتصادية، وشهد إنتاج الغاز الطبيعي تطوراً كبيراً خلال العقود الثلاثة الماضية ويرجع ذلك إلى استخدامه على نطاق واسع في الكهرباء، بالإضافة إلى استثماره كطاقة بديلة في الدول الصناعية. وتعتبر مناطق إنتاج الغاز هي من أهم مناطق الاستهلاك العالمية له، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى صعوبة نقل الغاز ولارتباطه بحجم الاستثمارات الضخمة كإنشاء الأنابيب ومصانع تسييل الغاز، وتجهيز السفن الخاصة بالنقل وكذلك موانئ التصدير.
تتفاوت مناطق الإنتاج من حيث مرتبة النمو والتقدم الاقتصادي وبالتالي مدى الطلب على النفط، وأصبح ما يدخل منه في التجارة العالمية يمثل حوالي ٧٥% من إنتاجه، وهذا يعني أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي من النفط يدخل في التجارة العالمية، ويمثل %۱۰٪ من قيمة الصادرات العالمية و ٥٠% من حجم التجارة المنقولة بحراً. وقد شهد حجم التجارة العالمية تغيراً محسوساً خلال الثلاثة العقود الماضية سواء من حيث الكمية أو النوعية.
صناعة النفط
بدأ استثمار النفط على نطاق تجاري عام ۱۸٥٩م حين تم حفر أول بئر لاستخراج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ ذلك الحين تطور إنتاج واستخراج النفط والغاز. وتتطلب صناعة النفط استثمارات كبيرة جداً في البحث والتنقيب والتكرير والتصنيع والتخزين والتسويق، ونظراً لعدم قدرة بعض الدول التي يوجد بها النقط للقيام بهذا النشاط، فقد ظهرت شركات رأسمالية ضخمة، سيطرت على صناعة النفط في العالم، وتركزت هذه الشركات في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وهناك بعض الشركات الأقل ضخامة في كل من فرنسا وإيطاليا واليابان، لاحظ الجدول شكل ( ٤ ) الذي يوضح أهم شركات النفط والغاز الطبيعي في العالم .
النفط والسياسة الدولية
لم يعرف التاريخ المعاصر سلعة أثرت سياسياً واقتصادياً في العلاقات الدولية مثل النفط، فقد صاحب عملية استخراجه وتسويقه صراعات سياسية، واستعملته الشركات الاحتكارية للضغط على الحكومات التي ألمت نقطها أو حاولت تغيير عقود الامتياز التقليدية معها، واستعملته الدول المنتجة له لتحسين أوضاعها الاقتصادية وتعزيز قوتها العسكرية وقد سعت بعض الدول في وقت مبكر إلى تأميم نفطها، فمثلاً تعرضت المكسيك عام ۱۹۲۸م المحاربة شركات النفط يسبب قيامها بتأميم نفطها .
وكذلك إيران حيث وقعت المجابهة بين الشركات النفطية وحكومة (د. مصدق في إيران ) عام ١٩٥١م عندما استولى على الحكم واسم النفط وتوالت عمليات التأميم واستثمار النفط بشركات وطنية في العراق وجمهورية مصر العربية، وتوالت هذه العملية بعد ذلك فشملت معظم الأقطار المصدرة للنفط، ومما أثار حفيظة الدول الصناعية الكبرى لأن تركز خامات النفط لدى بعض الدول الصغيرة التي لا تتمتع بثقل عسكري أو سياسي يزيد من حدة الصراع، وما الصراع على منطقة الشرق الأوسط وبخاصة منطقة الخليج العربي إلا مثال على ذلك، ومما يزيد الإمعان في الصراع توافر احتياطي ضخم من النفط لدى دول الخليج العربي والذي يقدر بنحو ثلثي الاحتياطي العالمي .
المنظمات العاملة في مجال النفط
١ - منظمة الأقطار المصدرة للنفط (OPEC):
تم تأسيسها عام ١٩٦٠م نتيجة تحدي الشركات النفطية الاحتكارية لتخفيض أسعار النفط الخام، وقد عقد الاجتماع الأول في كاراكاس" عاصمة فنزويلا، وتضم جميع الدول المصدرة للنفط، ومن أهم أهدافها :
أ - تنسيق السياسة النفطية بين البلدان الأعضاء في المنظمة لحماية مصالحها. ب - وضع آليات لضمان استقرار الأسعار في الأسواق العالمية للنفط للحد من التقلبات غير المعقولة فيها.
ج - حماية مصالح الدول المنتجة للنفط وضمان دخل ثابت لها . كذلك استمرار إمداد النفط للدول المستهلكة
بطريقة منتظمة تكفل مردوداً عادلاً الرأس المال المستثمر في صناعة النفط، وأعضاء هذه المنظمة بلغ (١٤) دولة حتى عام ١٩٩٩م وهي ليبيا، والكويت والسعودية، والجزائر، وقطر، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، فنزويلا، وإندونيسيا ، وإيران ونيجيريا، والإكوادور، والغابون.
وتسيطر هذه الدول على جملة صادرات العالم من النفط الخام، بحيث تتناسب هذه الأسعار مع ارتفاع أسعار المنتجات الصناعية في العالم، وزيادة عائدات النفط للدولة المنتجة له وتنظيم معدلات الإنتاج لتثبيت الأسعار.
٢ - منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك):
تأسست في يناير عام ١٩٦٨م، وعدد أعضائها ( ۱۳ ) دولة منها الثلاث الدول المؤسسة وهي ليبيا والكويت والسعودية، بالإضافة إلى الدول التالية: الجزائر، وقطر، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، وسوريا، ومصر، وتونس، والبحرين، واليمن وعمان، وتهدف هذه المنظمة إلى التعاون فيما بين دولها لتطوير الصناعة البترولية العربية بشكل عام، والحفاظ على سوق البترول بشروط عادلة ومعقولة، ويبلغ إنتاج المنظمة %٣٠٪ من الإنتاج العالمي للنفط، ويبلغ احتياطها ٥٠٪ من الاحتياط العالمي. وجاء تأسيس هذه المنظمة نتيجة للتنافس والتعاون في مجال الصناعة النقطية، وقد انبثق عنها مشروعات عربية مشتركة.
٣ - وكالة الطاقة الدولية:
تأسست بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧٤م وتتألف من (۱٥) دولة أوروبية، بالإضافة إلى كندا ونيوزلندا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وأهم أسباب قيامها انتقال الصناعة النفطية في السبعينيات خاصة في المنطقة العربية من أيدي الشركات إلى أيدي الحكومات، وتهدف وكالة الطاقة الدولية إلى تنمية المخزون النفطي بما يكفي استهلاك ثلاثة شهور كحد أدنى، أو سنة كاملة للدول التي ترغب في ذلك لتجنب أضرار الخطر النفطي ضد دول الوكالة أو بعضها، وضم شركات النقط الكبرى في لجنة استشارية كي يتم الاستفادة من إمكانياتها الفنية والإدارية في التعامل مع المنتجين، وتخفيض استهلاك النفط بما يساعد على تنظيم الطلب وخفض الاسعار لمصلحة المستهلكين باستعمال مصادر الطاقة الأخرى، والتنقيب عن النفط في مناطق جديدة خارج منظمة أوبك وتنمية مصادر الطاقة البديلة كالطاقة النووية والكهربائية .
- أهمية النفط:
١ - أعطى حجم الإنتاج والاحتياطي الكبير في بعض الدول النامية ثقلاً سياسياً يتعدى طاقاتها البشرية والعسكرية كدول الخليج العربي.
٢ - زاد من أهمية المضايق البحرية في تجارة النفط، مما جعلها تمثل مناطق توتر شبه دائم ومجالا للتنافس والتدخل بين القوى العظمى التي تسعى للتحكم والسيطرة على السياسة الدولية وتجارة النفط العالمية.
٣- يتزايد الطلب على النفط أثناء النزاعات السياسية، وعلى مشتقاته خوفاً من انقطاعها، وتصبح السيطرة على منابعه من أهم الغايات.
٤ - حاجة الدول الصناعية الكبرى للنفط مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يدفعها للتدخل السياسي والعسكري، كما حصل أثناء حرب الخليج الأولى والثانية .
بعض الدول المنتجة للنفط تعتمد عليه في تنمية اقتصادها، وفي تغطية عجز ميزانياتها، كما استفادت الدول التي يمر بأراضيها خطوط الأنابيب التي تربط مناطق الإنتاج بموانئ التصدير من خلال توفير حاجياتها وخفض الأسعار عن طريق خفض تكلفة التصدير.
وأخيراً استفادت الدول المستهلكة من النفط وهي المستفيد بدرجة أولى من خلال القيمة المضافة في التكرير واعتماد الصناعات البتروكيماوية عليه.